تدهور الأخضر- أين الخلل رغم الدعم ونجاحات الدوري؟

المؤلف: سلطان الزايدي10.25.2025
تدهور الأخضر- أين الخلل رغم الدعم ونجاحات الدوري؟

يشهد المنتخب السعودي لكرة القدم تراجعًا فنيًا ملحوظًا وغير مسبوق، وبات ذلك جليًا وواضحًا للعيان خلال منافسات بطولة الخليج بنسختها السادسة والعشرين، والتي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة. الأمر الذي يثير الدهشة والاستغراب هو هذا التدهور الذي يمر به المنتخب في الوقت الحالي، على الرغم من الدعم اللامحدود والرعاية الكبيرة التي يحظى بها من الدولة، ممثلة بوزارة الرياضة.

لا شك أن الجميع يقر ويعترف بالنجاحات المتوالية التي حققها الدوري السعودي للمحترفين، وذلك بفضل التطور الهائل والملحوظ الذي شهده على كافة المستويات، سواء الفنية أو الإدارية أو الإعلامية أو حتى التسويقية. ولكن مع الأسف الشديد، هذا التطور الملحوظ لم ينعكس إيجابًا على أداء ومستوى المنتخب الوطني، بل أصبح منتخبنا في وضع ومستوى محزن ومؤسف للغاية. ومع ذلك، لا أود أن أحمّل وجود هذا الكم الكبير من اللاعبين الأجانب المحترفين في دورينا مسؤولية هذا التدهور بشكل قاطع، فالدوري السعودي يظل منتجًا رياضيًا ناجحًا بكل المقاييس والمعايير، وقد أسهم إلى حد كبير في الارتقاء بمستوى اللاعب السعودي وتطوير مهاراته. لذا، ربما تكمن المشكلة الأساسية في القرارات والاختيارات الفنية والإدارية غير الموفقة، والشواهد والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة. على سبيل المثال، لم يكن قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بإعادة المدرب الفرنسي "هيرفي رينارد" لتدريب المنتخب قرارًا صائبًا وموفقًا، وكان من الأجدر البحث عن خيارات وبدائل أخرى أكثر ملاءمة. هذا فيما يتعلق بالجانب الإداري، أما من الناحية الفنية، فالحديث يطول ولا يمكن حصره.

في جميع المنتخبات الوطنية حول العالم، يعتمد المدربون دائمًا في اختياراتهم للاعبين على العناصر الجاهزة بدنيًا وفنيًا، والذين يشاركون بصفة أساسية مع أنديتهم وفرقهم. ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاعتماد على لاعب لا يشارك مع ناديه لمجرد أنه كان لاعبًا متميزًا وموهوبًا في الماضي، أو الاعتماد على لاعب مصاب وما زال يخضع للعلاج والتأهيل لمجرد أنه يرغب بشدة في المشاركة في البطولة نظرًا لمستواه المعروف وشعبيته الجارفة. هذه الأخطاء المتراكمة كفيلة بأن تجعل المنتخب السعودي في أسوأ حالاته وأوضاعه. أما فيما يتعلق بالجانب الإعلامي، فهناك حالة من التعجب والاستغراب لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها؛ فبعض الإعلاميين الذين يقدمون البرامج الرياضية المختلفة، وقبل انطلاق البطولة، كانوا يوجهون رسائل ضمنية ومبطنة مفادها أن البطولة غير رسمية، وأنها مجرد بطولة للاستهلاك الإعلامي ولا تحظى بتلك الأهمية الكبيرة. ولكن بمجرد خسارة المنتخب السعودي أمام منتخب البحرين، تحولت البطولة فجأة إلى بطولة مهمة وضرورية، وأصبح من الضروري أن يحققها المنتخب السعودي؛ حتى لا نفقد مكتسباتنا الكبيرة وهيبتنا المعهودة في القارة الآسيوية. لماذا أصبحت الهيبة مرتبطة بخسارة مباراة واحدة فقط؟ ولماذا لم نتحدث عن هذه الهيبة قبل بداية منافسات البطولة؟ وكيف نحاسب اللاعبين الآن على حالة الفتور والبرود التي يعيشونها مع المنتخب في هذه البطولة، بعد أن صورتم لهم البطولة على أنها غير ذات أهمية!؟

هناك تفاصيل كثيرة ومتشعبة تخص المنتخب الوطني تحتاج إلى مراجعة شاملة وحلول جذرية على كافة الأصعدة والمستويات. ولعل الخطوة الأولى في هذا الاتجاه تبدأ من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومن الضروري والملح مراجعة كافة الخطط والاستراتيجيات التي تصب في مصلحة المنتخب في المستقبل القريب والبعيد.

المملكة العربية السعودية اليوم تعيش أزهى عصورها وتشهد تطورًا وازدهارًا في كافة المجالات ومناحي الحياة، ويجب ألا يتراجع العمل الرياضي، وعلى وجه الخصوص كرة القدم التي تمثلها المنتخبات السعودية بمختلف فئاتها!

دمتم بخير،،،

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة